قصص رعب مخيفة - الشاب الذي يرى مخلوقات غامضة

 قصة رعب مكتوبة

تعتبر قراءة قصص رعب مخيفة من أكثر التصنيفات حبا لدى القراء، لما فيها من متعة وتسلية، كجميع أنواع قصص الرعب. وفي قصة الرعب هذه سنرتحل رفقة شخصية منير الشاب الذي سيعيش قصة مرعبة ومخيفة في ليلة لا تنسى.

قصص رعب
قصة رعب مشوقة للشاب الذي يرى مخلوقات غامضة


 قصص الرعب

الثانية بعد منتصف الليل، استيقظ منير من نومه مرعوبا بعد مشاهدته لكابوس مخيف جعل قلبه يدق بقوة، والعرق يتصبب على جبينه. كانت الكوابيس ملازمة له طوال هذا الشهر، وبشكل مستمر، كل ليلة على نحو غريب، كأنها آتية من قصة رعب مكتوبة.

قال لنفسه بحسرة: "مرة رجل مجنون يحمل فأسا، ومرة أخرى صبي صغير بلا عينين، والآن امرأة بشعر أحمر، ما الذي يحدث؟"

نهض قاصدا الحمام لغسل وجهه، وفي طريقه مر على غرفة والديه، فوجد الباب مفتوحا على غير العادة، فأوصده، وشم رائحة غريبة في الرواق بأكمله. اجتاز غرفة أخته الصغرى سمية ذات الإثني عشر عاما أو ذات الشعر القصير كما يحب تسميتها، كانت نائمة لكن باب غرفتها مفتوح أيضا فأغلقه وأكمل سيره.

في الحمام الهادئ رش على وجهه بعض الماء البارد لينتعش قليلا، كان الكابوس الذي رآه اليوم عن امرأة أربعينية ترتدي رداء أبيض، ينسدل على وجهها وكتفيها شعر أحمر حريري، كانت تصرخ باسمه كأنها تحاول قول شيء ما.

وهي تقترب منه ببطء بينما هو مطروح أرضا مكبل بسلاسل قوية ويصرخ متوسلا دون جدوى، وضعت ذات الشعر الأحمر يديها حول عنقه، كانتا ممزقتين تماما واللحم ظاهر منهما. فتحت فمها ودنت من عنقه هامسة: "يكفي يا..".

قبل أن يصرخ الشاب برعب ويستيقظ.

اتجه نحو الباب للخروج بعد مسح وجهه بمنشفة وفراغه من غسله، وقبل إغلاقه للباب لمح بطرف عينه رداء أبيض يرفرف بالداخل ففتح الباب بسرعة لكنه لم يجد شيئا!

استعاذ بالله وأغلق الباب عائدا لغرفته. مر بغرفة أخته ففوجئ ببابها مفتوحا، ونفس الشيء مع باب غرفة والديه في الجهة المقابلة، استغرب من الأمر فقد أغلقهما قبل دقائق وأخته ووالداه ما زالوا نائمين، فكيف فتحا؟

قصة مرعبة

وهو عائد لغرفته مغلقا بابه حاول عدم التفكير كثيرا واستلقى على سريره للنوم، كان عليه النوم جيدا فغدا سيجتاز آخر اختبار من امتحانات السنة الأخيرة للمستوى الثانوي، ولم يراجع دروسه بالشكل المطلوب، واختبارات الأيام السابقة لم تمر كما كان يأمل لدى عليه التعويض في آخر اختبار.


لكن على الأقل سيجتازه مع قسم آخر غير قسمه، ولن يظطر لرؤية ناصر، الوغد المتنمر الذي يدرس معه، والذي أشاع عن منير لقب "ابن المجنون" حتى أضحى جميع التلاميذ الآخرين ينادونه به. ثم فكر أن عليه..

وبينما هو غارق في أمانيه سمع صوتا خافتا أشبه بصوت الطرقات، نهض من السرير والصوت يرتفع شيئا فشيئا، كان مصدره من الباب كما توقع، فوقف لفتحه، وكلما اقترب منه ببطء، ارتفع صوت الطرق أكثر وأكثر وأكثر..

وبمجرد فتحه أصيب بالرعب وسقط أرضا، وقد انتصب أمامه مخلوق شاحب البشرة، طفل بلا عينين، بمحجرين يسيل منهما سائل أحمر قاني، كأن عينيه أُخرجتا منهما، وبشعر أسود لامع ينسدل حتى أذنيه.

اقشعر جسد منير ولم يقوى على الحراك وفي تلك الثواني قرأ كل ما تذكره من المعوذتان وسم الله واستعاذ به من الشيطان، وفي لمح البصر أمسك الطفل بيده وقال بنبرة هادئة رقيقة: "لا تخشى واقعك"

صرخ منير مرعوبا وحاول دفع الطفل لكنه اختفى.. اختفى فجأة كما ظهر، وقف وهو لا يدري ما الذي يحدث، ولما يرى كل هذه الكوابيس والأوهام المريضة طوال الأيام السابقة. جلس على سريره ليهدأ قليلا، وخطر على باله أنه لطالما أحب سماع قصص رعب منذ طفولته، لكن هذا الهراء الذي يحصل معه زاد عن حده.

عاد محاولا النوم مجددا وغطى جسده كاملا باللحاف الدافئ ما عدى رأسه، أغمض عينيه وجاهد لطرد التخيلات المخيفة التي تخطر على مخيلته.

ثم إنه أحس بشيء ما، شعور غريب يحوم حوله، بتؤدة فتح عينيه.. فرأى رجلا بلحية حمراء على حافة السرير، حاملا لفأس أحمر ويبتسم بأسنانه المكسورة على طول فكه. قفز منير مفزوعا من سريره ساقطا على الأرض، وقبل أن يفكر في حركته القادمة اندفع الرجل ضاحكا كمن فقد عقله، وأمسك منير من كتفيه وهو يصيح في وجهه: "لا تغض بصرك.. لا تتجاهل حقيقتك"

صرخ منير في وجه المجنون بكل غضب: "فلتختفي أيها المجنون".

فاختفى الرجل المجنون كأنه لم يوجد قط، جلس منير على الأرض لالتقاط أنفاسه ومسح جبينه الذي تصبب عرقا. فكر مليا وجالت في خاطره تساؤلات كثيرة:
  • ما الذي حل بعقلي، هل جننت؟ من ذلك الطفل؟
  • ومن يكون الرجل ذو اللحية المجنون؟ كانت لحيته تخفي ملامح وجهه بالكامل.
  • وتلك المرأة في الكابوس، من هي؟
استغفر الله وقام للحمام، فرائحة العرق تنبعث منه، وإن عجز عن النوم فالاستحمام أفضل له.


 قصة رعب مخيفة

في طريقه رأى باب غرفة والديه مفتوحا مجددا، وفي الطرف الآخر من الرواق باب غرفة أخته أيضا.

تسائل مستغربا: "ثانية.. ما الذي يحدث؟"

ولما أراد إقفال الباب صدم برؤية سرير والديه فارغا، تعجب بشكل كبير، فلم تكن من عادتهما أن يستيقظا في هذا الوقت المتأخر من الليل. اتجه نحو غرفة أخته فوجد سريرها فارغا أيضا!

فقال لنفسه مستفسرا: "ما الذي يجري هنا؟ أين ذهب الجميع؟" ثم أغلق باب الغرفة.

غارقا في تساؤلاته سمع صوتا قادما من الحمام، مزعجا كان كصوت خدش الأظافر على الزجاج، تقدم ببطء، كان الباب مفتوحا، بلع ريقه وهو ينظر بطرف عينه داخل الحمام، فتراءت له ذات الشعر الأحمر جالسة على الأرض برداءها الأبيض الذي تلطخ باللون الأحمر.

كان شعرها قد انسدل على رأسها ليغطيه بالكامل، ويرقد أمامها مستلقيا الرجل ذو اللحية الحمراء، وعن يمينها يقف كيان صغير الحجم يخدش بأظافره على الحائط.

"الطفل عديم العينين؟" تسائل منير في نفسه، ودخل بتؤدة وصوت دقات قلبه يطرق في رأسه. اقترب من المرأة أولا، وجلس بجانبها، كانت هادئة ساكنة، ولسبب ما شعر كأنه يعرفها، يعرفها منذ زمن طويل. أزاح الشعيرات الحمراء التي تغطي وجهها، وتجمد مكانه..

انهمرت عيناه بالدموع وهو يقول بحزن شديد: "أمي.. أهذه أنت؟"

نظرت إليه بوجهها الجميل، وقال لنفسه مصدوما: "إنها أمي.. أمي التي اعتدت عناقها ورؤيتها كل يوم، كل يوم قبل..".

الآن يستطيع ملاحظة شعرها، شعر أمه لم يكن أحمر أبدا، كان أسودا كشعر أخته الصغرى.. فكر مفجوعا: "أخته الصغرى؟ الطفل..".

ورفع منير بصره ليري الطفل.. أو بالأحرى الطفلة ذات الشعر القصير، أخته سمية، والتي استدارت نحوه فرأى عينيها، كانا في محجريهما، عيناها البنيان اللامعتان كشعرها الأسود القصير. ملامح ورثتها من أمهما التي تحول شعرها للأحمر، بعد أن انسكب السائل الأحمر من رأسها كشلال مندفع بعد..

أخيرا وفي الأسفل على الأرض، لمح منير الرجل ذا اللحية راقدا نائما، فقال لنفسه هامسا: "أبي.. أبي المجنون الذي أجهز على أمي وأختي، أبي الذي فقد عقله بالكلية قبل شهر، أبي الذي اقترف أسوء ما يمكن لإنسان فعله ثم أنهى حياته كـ.. كالجبان، أبي الذي رفض العلاج لسنوات من مرضه ليتحول لمجنون ويهلك أسرته، أبي.."

"يكفي يا ابني، يكفي تعذيبا لنفسك" هامسة قالت أمه وهي تربت على كتفه وتبتسم له، فرد ابتسامتها بعناقها، قبل أن يشعر بيد ضخمة تمسكه من ذراعه بقوة وصوتا مدويا يقول: "لا تغض بصرك، لا تتجاهل حقيقتك".

كان أبوه ما يزال موجودا، فعقب منير على كلامه قائلا بنبرة هادئة: "نعم.. نعم يا أبي، أدرك الآن حقيقتي، حقيقة أني أصبحت يتيما وابن.." وبغصة أردف: "لا تخف لن أنسى أبدا".

واستدار ناحية أخته قائلا: "أختي.. سمية، لا تقلقي على أخيك الكبير، فمنذ اليوم لن أخشى مواجهة واقعي، واقعي الذي فقدت فيه والدي وأختي الصغرى".

ثم بدأ أبوه يختفي ببطء ومعه أخته أيضا، دنت منه أمه وقبلته في خده لتختفي تدريجيا بدورها، وكانت آخر كلماتها (أو كلماته لنفسه ربما): " واجه أوهامك بقوة يا بني، واستعن بالله واصبر".

ابتسم قائلا: "ذلك ما سأفعله، كوابيسي التي أصبحت قصة رعب مخيفة وحقيقةً في واقعي، سأتغلب عليها بإذن الله".

في الختام أتمنى أن تكوت قصة الرعب هذه قد حازت على إعجابكم، لقراءة قصص رعب أخرى تصفحوا موقعنا، في أمان الله.

إرسال تعليق

تفضل بطرح أي تعليق أو رأي حول القصة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال